بعد هيفاء ونانسي

انتشرت موضة غنائية مؤخرا حول تقديم أغنيات للأطفال من عدد كبير للمطربين وامطربات وكان هذا المجال يعاني قلة الظهور علي الساحة بعد ان تألق فيه النجوم الكبار وقدموا العديد من الأغاني الجميلة مثل محمد فوزي في "ماما زمانها جاية" ووردة في اغاني مسلسل "أوراق الورد" وشادية في "سيد الحبايب ياضنايا انت".
ابتعد نجوم الغناء عن هذا المجال طويلا إلي أن قدمت عفاف راضي ألبوم "سوسة" وكذلك ألبوم لشادية للموسيقار عمار الشريعي ومحمد ثروت بأغاني "طيور النورس" و"جدو علي" وغيرها ثم عاد التوقف مرة ثانية.
وفي الجيل الحالي افتتحت هذا المجال المطربة نانسي عجرم بألبوم "شخبط شخابيط" وهيفاء وهبي "بوس الواوا" ومعظم المطربين الحاليين يطلبون من الملحين وضع اغنية للأطفال في كل ألبوم جديد.
هل هي صحوة لاعادة اغنية الطفل إلي مكانها الصحيح أم مجرد موضة لنجاح احدي الاغنيات هذا ما طرحته "المساء الأسبوعي" لمعرفته من المطربين والملحنين.
يقول الموسيقار حلمي بكر: الغناء للأطفال حاليا أصبح نصبا باسم الأطفال وتهريجا فجأة تحولت الساحة الفنية إلي حضانة وكل مطرب يعلق ببرونة علي صدره.
اضاف: اتحدي أن يكون واحد من المطربين الذين يقومون بالغناء للطفل له علاقة بالطفل لأن كل ما يعنيهم المكسب ففط.
وعندما قامت نانسي عجرم بغناء "شخابيط" جري الكل وراءها واتجهوا للغناء للطفل واصبحت موضة كما كانت موضة الغناء من قبل أساسها الفيديو كليب العاري كما كانت هناك موضة أخري للغناء للخضار والعنب.
* الفنان محمد ثروت: قدمت للأطفال مجموعة كبيرة من الأغاني ذات القيمة والمعاني والقيم الجميلة وابرزها "جدو علي" و"بسم الله بسم الله أحلي كلام اتعلمناه" و"أنا نفسي أكون بحار" و"طيور النورس" و"مني يامني" و"حبيبة بابا رشا" و"سلام لماما في عيدها" وعيد الميلاد وكلها اغان مشهورة لاقت حب واعجاب الاطفال ومازالت عالقة في اذهان الكثيرين.
يضيف ثروت: هناك كثير من الأغاني لا تناسب الطفل خاصة تلك التي لا تحمل أي قيمة ويتم تصويرها بالفيديوكليب بشكل لا يناسب الطفل.. أشار محمد ثروت.. ليست كل الأغاني التي يتم غناؤها للطفل سيئة لكن هناك بعضها لا يتناسب مع عمر الطفل من الأغاني المناسبة حاليا للأطفال اغنية "شخابيط" لنانسي عجرم و"يابنيه" لكاظم الساهر وفيهما نجد ان فكرة المضمون هي أساس الموضوع.
يرجح المطرب محمد ثروت سبب اتجاه المطربين حاليا لأغاني الاطفال لحالة الملل الموجودة بالمجتمع فالمطرب يريد ان يتواجد فقط سواء في الغناء للأطفال أو في الغناء الديني أو للكبار.
* عفاف راضي: قدمت أغاني كثيرة وبعض الألبومات للأطفال والتي مازالت تذاع حتي الآن ومازال يتذكرها الكبار ويحبها الاطفال ابرزها البوم "سوسة" واغنية "هم المم" الحان عمار الشريعي.
تضيف: يرجع اتجاه بعض المطربين والمطربات للغناء للأطفال حاليا إلي انها اصبحت موضة فعندما يقوم مطرب بالغناء تجد الكل يسير في نفس الطريق دون تفكير.
تشير عفاف راضي إلي أن الغناء للأطفال كان زمان من الصعوبة لأن المطرب كان يبحث بصعوبة عن كلمات جيدة تصلح في هذا الاطار.. أما الآن فأصبحت الكلمات غير مهمة ولكن المهم الموسيقي الصاخبة والرقص والفيديوكليب.
الموسيقار عمار الشريعي حقق نجاحا غير مسبوق في تلحين أغاني الأطفال سواء لعفاف راضي أو شادية أو عبدالمنعم مدبولي وغيرهم لكنه ابتعد فجأة عن هذا المجال.
* يقول الشريعي: كنت ألحن أعمال الأطفال قبل مولد ابني مراد لوجود طاقة بداخلي أعبر عنها وبعد مجييء مراد كنت أجلس بجواره بعد ان فهم الكلام وأغني له أغاني الاطفال مما اخرج الطاقة المخزونة عندي ولا أجد ما ألحنه.
* المخرج محمد نور مدير مسرح القاهرة للعرائس: بعض الأغاني التي تخصص للأطفال حاليا والموجودة بالأسواق والفضائيات غير مناسبة لهم ولا يتم كتابتها لغرس القيم والمباديء والاخلاق في نفوسهم كما كان في أغاني الاطفال التي قدمها قدامي المطربين وعلي رأسهم الموسيقار الراحل محمد فوزي اغنية "ماما زمانها جاية" ويضيف: الطفل الآن في مهب الريح لابد ان يتم الاهتمام به وان يتم كتابة اغان مخصصة له ولا تترك عملية كتابة أغاني الاطفال للصدفة علي ان تكون هذه الأغاني مناسبة لايقاع العصر الذي يعيشه. فمثلا عندما غني الفنان الكوميدي محمد هنيدي للأطفال في فيلمه "عندليب الدقي" اغنية "مين حبيب بابا" لاقت هذه الأغنية نجاحا كبيرا واحبها الاطفال وحفظوها. ايضا اغنية "شخابيط" التي قامت بغنائها نانسي عجرم.